الأمير سلطان بن سلمان : عملنا على 6 مسارات لتعزيز ريادة الجمعية
الأمير سلطان بن سلمان : عملنا على 6 مسارات لتعزيز ريادة الجمعية

أكثر من 4000 طفلاً ترعاهم جمعية الأطفال المعوقين يتطلعون الى انجاز مشروع " خير مكة "

في صورة مثلى لما وصلت اليه مسيرة العمل الخيري في المملكة العربية السعودية من تطور، تبرز جمعية الأطفال المعوقين كعلامة مضيئة تفردت على مدى ثلاثين عاماً برؤيتها، ومبادراتها، وانجازاتها.
في هذا الصدد يرى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس ادارة الجمعية .. " أنها باتت مرجع للعمل الخيري في بلادنا، وبأن أسلوب ادارتها صار انموذجاً يحتذي في العمل الإنساني، وفقاً لتقييم الجهات الإشرافية المعنية ".
وذكر سموه أنه " بدعم ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين، وتفاعل ومساندة أهل الخير، والشركات، والمؤسسات الوطنية تمكنت الجمعية من قطع أشواطاً ملموسة على صعيد المسارات الست التي تبناها مجلس الإدارة في دورتها الأخيرة وهي.. التوسع، الجودة، الشراكات، التمويل، التوعية، والحوكمة ".
عن توجه جمعية الأطفال المعوقين لإيصال خدماتها الى المناطق التي تحتاجها ، يشير التقرير المرفوع الى أعضاء جمعيتها العمومية " أنه بعد اكتمال تشغيل عشرة مراكز للجمعية في العديد من مناطق ومدن المملكة بكافة طاقاتها البشرية والفنية ، تستعد الجمعية حالياً لافتتاح المركز الحادي عشر في منطقة جازان ، و الذي اقيمت المرحلة الأولى منه على مساحة تقدر بعشرة الاف متر مربع، ويستوعب نحو 200 طفل وطفلة، وتبلغ تكلفته الانشائية ، بما فيها الاحلال نحو 20 مليون ريال، إضافة الى تكلفة التجهيزات والتأثيث التي تصل الى نحو مليوني ريال،
وفي هذا الصدد شرعت الجمعية في إجراءات انشاء مركز جديد في منطقة الحدود الشمالية، الى جانب دراسة مبادرات تلقتها من أهل الخير لبناء مراكز جديدة في بعض المدن على نفقتهم الخاصة، فيما تتولى الجمعية جوانب التجهيز والتشغيل وتوفير القدرات البشرية المتخصصة، الامر الذي يمثل تحدياً كبيراً للجمعية المسئولين فيها، خاصة مع تزايد نفقات التشغيل، والتزامات المراكز الجديدة، في وقت تقدم الجمعية كافة خدماتها مجاناً.
ولضمان استمرارية تلك الخدمات أوشكت الجمعية على انجاز مشروعاً استثمارياً خيرياً تاريخياً على مسافة دقائق من الحرم المكي الشريف، وتحديداً في حي النسيم بمكة المكرمة، حيث يتبلور نهج " الاستدامة " بشكل واقعي على صعيد العمل الخيري المؤسسي في المملكة العربية السعودية.
اذ تحول موقع تصل مساحته الى نحو 50 ألف متر مربع الى ورشة عمل عملاقة، تضم مشروعاً نموذجياً على صعيد الاستثمار الخيري والاوقاف، أطلق عليه مشروع " خير مكة " ويستهدف تأمين استدامة منظومة برامج الرعاية والتأهيل المجانية التي تقدمها عشرة مراكز خيرية تابعة لجمعية الاطفال المعوقين منتشرة في العديد من مناطق ومدن المملكة، وتحتضن نحو أربعة آلاف طفل وطفلة سنوياً.
وبمباركة ورعاية ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – انطلق هذا المشروع متضمناً خمس مراحل ، الأولى منه سيتم افتتاحها العام القادم بمشيئة الله ، وتضم برجين شرف الأول بحمل اسم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز – يرحمه الله – والثاني بحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – يحفظه الله –، وهما برجين فندقين تجاريين بمواصفات 4 نجوم ، بارتفاع 17 طابقاً ، الى جانب طابقين ميزانيين ، ويقاما على مساحة مشتركة قدرها 5700 م2 ، وتصل تكلفتهما الى نحو 180 مليون ريال .
ومن جهة أخرى نجحت المراكز في تحقيق نتائج قياسية على صعيد أعداد الأطفال المخدومين، وكذلك على صعيد أعداد المستفيدين من برنامج الدمج، واحتفلت مراكز الجمعية مع نهاية العام الدراسي الفائت ببروز العديد من النماذج المتفوقة التي اكتسبت مهارات حركية وذهنية وحققت نبوغاً لافتاً في مسيرة التعليم العام.
وسعياً لتطبيق أرقى معايير الجودة في برامج الرعاية ، شكلت الجمعية لجنة متخصصة ، تساندها إدارة تنفيذية تتولى التنسيق مع مؤسسة " كارف " الدولية للحصول على شهادة الجودة العالمية في خدمات الرعاية المتخصصة التي تقدمها المراكز، حيث تمثل برامج الرعاية قاطرة مسارات الأداء وخلال السنوات الثلاثة الماضية ، حققت الجمعية فتحاً فيما يتعلق ببرامج الدمج ، والدمج الشامل الخاص بالطلاب و الطالبات شديدي الاعاقة الحركية حتى المرحلة الجامعية ، ووصل عدد الأطفال الذين استفادوا من برنامج الدمج في المدارس الى 194 طفلاً خلال العام الدراسي المنصرم .كما شهدت برامج التدخل المبكر والطفولة المبكرة نقلة نوعية في أعداد المستفيدين ،
وعلى صعيد الرعاية العلاجية التأهيلية، شهدت مراكز الجمعية عملية تحديث متكاملة، وحقق مقياس جلسات العلاج والتأهيل ارتفاعاً غير مسبوق، الامر الذي ضاعف من الحالات التي تحسنت بشكل كبير ليصل الى 223 طفلاً، كما بدأنا برنامج الرعاية المسائية للفئات التي لا تنطبق عليها شروط القبول بالجمعية
كما شرعت في تنفيذ دراسة وطنية عن الصورة الذهنية للجمعية وهويتها، لتقييم مسيرة العقود الثلاثة الماضية، والاستنارة بآراء متلقي الخدمات ودوائر علاقات الجمعية، كما تم الانتهاء من إعادة هيكلة الجمعية، ومواءمات أعداد العاملين والمخدومين بالمراكز في خطوة للتطوير والترشيد.
وباتت مراكز الجمعية بمثابة أكاديميات تدريب ليس فقط لمنسوبيها من الكفاءات البشرية المتخصصة، بل أيضاً للدارسين والعاملين في مجالات رعاية وتأهيل ذوي الإعاقة والعمل الخيري في كافة مناطق المملكة، وتحظى برامج التدريب التي تقدمها وتحتضنها الجمعية باعتماد الجهات الصحية والعلمية المعنية، وتتنوع تخصصات برامج التدريب على رأس العمل التي توفرها الجمعية لمنسوبيها لتشمل كافة قطاعات الخدمة المقدمة، ومن ذلك، برامج تأهيل المعلمات.
وتطبيق معايير الجودة للأخصائيات، وبناء القدرات النسائية في القطاع الخيري، وتنمية الموارد المالية، وأنشطة التطوع، وصناعة البرامج، الى جانب برامج تدريب الأمهات، والباحثات، والاكاديميات وأطباء الامتياز، وطالبات كليات العلاج الطبيعي والعلاج والوظيفي والتمريض والرعاية الاجتماعية والنفسية.
وعلى هذا المسار أيضاً ظلت الجمعية شريكاً للدورة الخامسة على التوالي في تنظيم أكبر مؤتمر دولي متخصص في الإعاقة والتأهيل سعياً للتواصل مع أرقى مؤسسات الرعاية في العالم، والاستفادة من أحدث الابتكارات في هذا الصدد.
واستثماراً لرصيد الثقة المجتمعية في أدوار الجمعية، جددت الجمعية شراكاتها الاستراتيجية مع العديد من المؤسسات الحكومية والإعلامية والجامعات والمنشئات التجارية، لتبني آليات مبتكرة لضمان استمرارية التعاون، وتطوير البعض منها عبر مشروعات وقفية استثمارية، تمثل مصادر دخل ثابتة تسهم في دعم نفقات تشغيل المراكز، خاصة في ظل النمو المضطرد في ميزانية الجمعية والتي بلغت للعام المالي 2018 م أكثر من 180 مليون ريال منها نحو 100 مليون ريال نفقات التشغيل للمراكز.
وعززت الجمعية من دورها التوعوي الوطني من خلال التوسع في المبادرة الوطنية " الله يعطيك خيرها " للتوعية بالسياقة الآمنة، لمواجهة أحد أكثر أسباب الإصابة بالإعاقة، ومبادرة " جرب الكرسي " لحشد المساندة المجتمعية لحقوق ذوي الإعاقة، هذا الى جانب العديد من البرامج والأنشطة التطوعية والاجتماعية التي تستهدف الوصول الى قطاعات متعددة.
وواصلت الجمعية أدائها المتميز بتطبيق أعلى معايير الحوكمة والشفافية، وذلك بشهادة المدققين الخارجيين الذين يتم تعيينهم من قبل الدولة لمراجعة حساباتها مؤكدين على أنها من أفضل الجمعيات إدارة، وكفاءة، وأكثرها شفافية، وقد جاء في شهادته نصاً " إن الجمعية تستحق الإشادة لتطبيقها الشفافية والوضوح في أداء اعمالها، وحرصها على تطبيق أفضل السياسات والمعايير المحاسبية والمالية وتعاونها التام مع المراجع الخارجي، وأن حسن
الخطط الاستثمارية والتمويلية في الجمعية تعكس إشارات إيجابية الى استمرار أنشطتها المباركة.
وهو الامر الذي يمثل إضافة لرصيد هذه المؤسسة الخيرية الرائدة من مصداقية وثقة ومكانة تستحقها في المجتمع، عطفاً على التزامها باستراتيجية عمل ومعايير أداء مهنية تطبقها على مدى ثلاثة عقود، وخضوعها دوماً للتقييم والتطوير من كبريات المؤسسات المعنية.