تأسيس الجمعية
تأسيس الجمعية

جاءت فكرة إنشاء دار لرعاية الأطفال المعوقين في الرياض متوافقة مع الاهتمام المتزايد من الدولة في الارتقاء بقضية الإعاقة، ودمج هذه الفئة الغالية من أبناء الوطن في المجتمع، وتخفيف معاناة أسرهم، وذلك من خلال برامج علمية، تعتمد على دراسة الواقع، وتحليله، لتحديد المشكلات التي تواجه المعوقين، ووضع الحلول المناسبة لها، حيث تجسدت فكرة معالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي  -رحمه الله- وزير الصناعة والكهرباء آنذاك-على ارض الواقع، شهدت خلالها العديد من التحديات الى ان وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، من إنجازات وتوسع في كافة انحاء المملكة، ووجدت الفكرة منذ الوهلة الأولى دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- أمير منطقة الرياض حينذاك - وقد عرضت بتصوراتها الأولية على الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي رحب بها، مبديا موافقته الكريمة، ودعمه لها، وكان هذا الطرح في سنة 1398هـ الموافق عام 1978م، بعد مداولات تمت بلورة الفكرة، وتحديد الأهداف الرئيسة المتوخاة من تأسيس دار لرعاية المعوقين.

وبناءً على هذه القراءة لاهتمام الدولة، ودعمها لكل ما يخدم المواطنين، رفع معالي الدكتور غازي القصيبي خطاباً برقم 103 في 11صفر سنة 1402هـ إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله، ولي العهد آنذاك- طالبًا دعم المشروع، حتى ترى الفكرة النور.

وقد جاءت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله، سمو ولي العهد آنذاك- على صرف مبلغ أربعين مليون ريال مساعدة لمشروع دار الأطفال المعوقين بالرياض، وهذا المبلغ يساوي تبرعات الأهالي من أجل إنشاء الدار، لتؤكد حرص الدولة على توفير أفضل مستوى من الخدمات للمواطنين بصفة عامة، والمعوقين على وجه الخصوص.

وأصدر ديوان رئاسة مجلس الوزراء الخطاب رقم (4382) في26 صفر سنة 1402هـ إلى صاحب المعالي وزير المالية والاقتصاد الوطني -حينذاك- الأستاذ محمد أبا الخيل بالموافقة على صرف المبلغ مساعدة من الدولة لهذا المشروع الخيري.

وتمثل دعم الدولة للمشروع في صور كثيرة منها الدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أمير منطقة الرياض، ورئيس جمعية البر الخيرية والجمعية الخيرية الإسلامية حينذاك - إذ وافق -حفظه الله- على أن يدار مشروع «الدار» من مقر الجمعيتين، ريثما تستقل بمقر خاص بها.

وكانت الخطابات الرسمية لـ «دار الأطفال المعوقين» تصدر على مطبوعات وأوراق خاصة بجمعية البر بالرياض، ومؤسسة الملك فيصل الخيرية، والجمعية الخيرية الإسلامية.

وكان من الخطوات المهمة التي أعطت للمشروع طابعه الرسمي، واستقلاليته، صدور موافقة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بتاريخ 20 شعبان سنة 1402هـ على تأسيس الدار، لتكون مؤسسة اجتماعية.

وتضمن قرار معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية تسجيل جمعية الأطفال المعوقين بالرياض تحت رقم (49)، لرعاية المتخلفين تخلفاً عقلياً شديدًا بمدينة الرياض، كمؤسسة اجتماعية؛ وفقاً لأحكام الباب الثاني من نظام الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية.

وتشكل مجلس الإدارة في الأول من المحرم سنة 1403هـ برئاسة معالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي-يرحمه الله- وعضوية كل من الشيخ سليمان بن صالح العليان - يرحمه الله- وكان نائباً لرئيس مجلس الإدارة، ومعالي الدكتور عبدالرحمن عبدالعزيز السويلم، والدكتور عبدالله الحمدان، ومعالي الدكتور فهد العبد الجبار، والدكتور تاج الدين أمين، والمهندس طارق الشواف، ومعالي الأستاذ فهيد فهد الشريف، أول أمين عام للجمعية، والدكتور محمد إبراهيم الحلوة.

في عام 1409هـ نظر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في طلب أعضاء مجلس إدارة الجمعية بترشيح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رائد الفضاء العائد من رحلته الشهيرة من الفضاء، لعضوية مجلس إدارة الجمعية، ووافق سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز على طلب خادم الحرمين الشريفين.وفي تاريخ 2 جمادى الآخرة سنة 1409هـ الموافق 9 يناير عام 1989م- عُقد الاجتماع الثالث للجمعية العمومية للجمعية ليمثل بداية مرحلة جديدة في مسيرتها، حيث قام أعضاء الجمعية بانتخاب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز عضواً بمجلس الإدارة، ثم رئيسًا له، وذلك وفقاً للقرار رقم 1/1409.

ومنذ ذلك التاريخ والجمعية تنطلق باستراتيجية جديدة وبرامج حديثة لتوسيع أنشطتها بهدف استيعاب تطلعات وطموحات الدولة وأفراد المجتمع في خدمات متطورة للأطفال ذوي الإعاقة.أ